
كيف نجت سبعينية تحت الأنقاض بعد121 ساعة ؟
أطباء يكشفون سر نجاة الأشخاص بعد أيام
رغم الظروف الصعبة في تركيا وسوريا، نجحت فرق الدفاع المدني في مدينة كهرمان مرعش في إنقاذ امرأة تبلغ من العمر 70 عامًا بعد مرور 121 ساعة على وقوع الزلزال.
تم إنقاذ المرأة من تحت أنقاض مبنى متعدد الطوابق، وهذا يعد إنجازًا مهمًا لفرق الإنقاذ والدفاع المدني في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
وقد انتشرت الكثير من القصص حول الناجين الذين تم إنقاذهم من تحت أنقاض الزلازل المدمرة في تركيا وسوريا بعد عدة أيام من الكارثة، وكشف الخبراء أن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على قدرة الإنسان على البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض في حالة احتجازه بسبب سقوط مبنى عليه جراء زلزال أو أي كارثة أخرى.
وأوضح الأطباء أن الجسم يمكنه الصمود دون طعام لمدة تصل إلى 30 يومًا، ودون ماء لمدة 3 أيام، ولكن مع وجود فروق فردية في تأثير هذه الظروف على كل شخص.
تتنوع قصص النجاة بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، حيث تم العثور على العديد من الأشخاص العالقين تحت الأنقاض، ومن بين هذه القصص قصة إنقاذ الشاب علي هان يلماز (18 عامًا) بعد مرور 113 ساعة على بقائه تحت الأنقاض في مبنى بغازي عنتاب، كما تم إخراج المراهق عدنان محمد كوركوت (17 عامًا) من تحت ركام منزله في غازي عنتاب بعد مرور 94 ساعة.

ويعلم الجميع أن فرق البحث في عمليات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة تتوقف عادة عن البحث عن الناجين بعد مرور أسبوع على الحادث.
من جانبه، أكد عميد كلية الطب بجامعة طنطا، أحمد غنيم، واستشاري الجراحة العامة، محمود طلعت، واستشاري الكبد والجهاز الهضمي، محمد عز العرب، أن هناك عدة عوامل تحكم في إمكانية بقاء الأشخاص أحياء تحت الأنقاض، وأشار الأطباء إلى أن فرق الإنقاذ تفقد الأمل في العثور على أشخاص أحياء تحت أنقاض الزلازل بعد مرور 3 أيام، ولكن هناك حالات فردية يعيش فيها الشخص لفترة غير متوقعة وتختلف من إنسان لآخر، وتتأثر بعدة عوامل يمكن تلخيصها في الآتي:
- عمر الإنسان، حيث يكون الشباب أكثر تحملاً من الأطفال والأشخاص الأكبر سناً.
- وضع الأنقاض حول الضحية وإمكانية دخول الهواء إليه.
- مدى إعاقة الأنقاض لحركة الشخص، حيث يمكن أن يتعرض الجسم للتعفن في مدة يومين أو ثلاثة إذا لم يكن حر الحركة، نتيجة إصابته بما يسمى قرح الفراش.
- تعرض الإنسان للإصابة، حيث يتهدد الفرصة في بقائه حياً، لأن فقدان الدم يحتاج إلى تعويض عن طريق السوائل، وكذلك الكسور تجعل الجسم يبذل مجهوداً في محاولة إعادة بناء الكسر من جديد.

و أعاد المتخصصون الثلاثة تقييم عدة عوامل يمكن أن تؤثر على فرص النجاة للأشخاص الذين تحت أنقاض الزلازل، وأشاروا إلى أن الحالة الصحية للشخص تلعب دورًا كبيرًا في قدرته على التحمل والصمود تحت الأنقاض، فالأشخاص الأصحاء يمكنهم تحمل الظروف الصعبة بشكل أفضل من الذين يعانون من الأمراض.
وأوضح المتخصصون أن جنس الإنسان والظروف الجوية هي عوامل أخرى يجب مراعاتها، حيث أن الرجال يمتلكون جسدًا أكثر قدرة على التحمل من النساء، والبرودة الشديدة والحر الشديد يمكن أن تهدد الجسم بشكل أكبر من الجو المعتدل.

وأشار المتخصصون إلى أن الإنسان لا يمكنه البقاء حيًا لأكثر من 5 دقائق دون تنفس، ولذلك فإن فرص النجاة للأشخاص الذين تحت أنقاض الزلازل يقل بسبب خطر الاختناق الذي يترافق مع حرائق المباني أو تسربات الغاز. وعندما تتوفر الظروف المواتية لبقائه حيًا، يقوم الجسم بالبحث عن مصادر طاقة من داخله، حتى يصل إلى حد تحويل العضلات إلى مصادر للسعرات الحرارية.